الخميس، 11 ديسمبر 2008

على الأرجوحة


هو .. بدأ يتململ فى جلسته .. لم يدرك كم من الوقت قد مضى عليه وهو يجلس هذه الجلسة يفكر بها .. فى كل شئ من ابتسامتها إلى عينيها التى كانت ترنو إلى الطيور فى الأفق .. تنبه إلى أن أحد لم يدخل إليه وهو على حالته هذه .. وحمد الله كثيراً .. لأن أحدهم كان ليراه وهو يبتسم .. أو يبكى أو يحدث نفسه معها ، لم يكن يعتقد يوماً أن الحال قد يصل به إلى هذه الدرجة من الجنون والغيبوبة .
هى .. احتاجت من تتحدث معه فى الليل .. كالأطفال الصغار الذين يرغمهم آباؤهم على النوم مبكراً لكنهم يدخلون إلى أسرتهم بلا نوم .. وبحكايات كثيرة يسرون بها لبعضهم البعض فى همس أقرب للصمت حتى لا يسمعهم أحد من الرقباء الذين يرغمونهم على الصمت والنوم .. أحياناً نشتاق إلى الحكايات الهامسة .. حملت نفسها على النوم .. لكنها بكت كثيراً .. وجعلت من عينيها مرآة لروح متعبة جداً .
هو.. كان يعلم أنها الآن لا تحمل له أدنى قدر من الحب .. لكنه مصر على المضى قدما فى غيبوبته لدرجة انه أصبح يستعذبهل .. يحبها .. يختلى بنفسه ليجدها إلى جواره على الأرجوحة .. تبتسم .. يطير شعرها مع الهواء كانه أشباح تتراقص فى الهواء . . أو برق يضرب قلبه مرات ومرات .. ليغنى معها الطول واللون والحرية .
هى .. الحرية كانت هى غايتى .. لكنه كان دائماً مكبلاً .. حتى لو أعطته الحياة حريته على طبق من المرمر كان يغمض عينيه ليكبل نفسه .. ويوثق فمه وعينيه ويقسم لى أنه لا يرى ولا يستطيع أن يعبر إلى الحياة .. حتى أصبح أقدم سجين فى التاريخ .. وأنا آتى له فى زيارة شهرية .. أحمل معى الطعام والماء والأزهار .. وبعض مما كتبت فى غيابه ..
هو .. لم أجرأ يوماً على أن أركب معها على الأرجوحة.
 هى .. تمنيت كثيراً أن يشاطرنى يوماً .. الحرية

ليست هناك تعليقات: