الأربعاء، 3 ديسمبر 2008

غلطة الرجل الاستثنائية !!


هو.. اليوم.. الميعاد بيننا أرجو ألا تتذكر.

هى.. اليوم.. كل عام.. أرجو أن يتذكر.

هو.. يجب أن أقابلها بالعديد من الموضوعات المؤلمة والتى تجعلنى أبدو مشغولاً.. فيكون لى عذرى عندما أقول أنى نسيت.

هى.. بالتأكيد لن يتذكر بمفرده.. لكنى أريده أن يتذكر بمفرده.. فما معنى كل شئ إذا لم نتذكره بمفردنا؟

هو.. أنتظرها على محطة الأوتوبيس.. سأعرف من وجهها عندما  تكون قادمة إذا كانت تتذكر أم لا.

هى.. لو كانت يديه وراء ظهره فبالتأكيد يكون قد فعلها  وجعلها مفاجأة لى عندما تكون عينى فى عينه.

هو.. ما هذا الوجه؟! إنه يخفى شيئًا.. لكن ليس الغضب أو الزعل.. أعتقد أنها قلقه بعض الشئ.. كل شئ وارد الآن.

هى.. ما هذه الوقفة.. أمين شرطة اسم الله.. يضع يديه  الاثنتين فى جيبه.. هل من الممكن أن تكون صغيرة بهذا الحجم؟؟ خاتم؟؟

هو.. قابلتنى بالبرود الذى يسبق العاصفة.. كنت أعلم.. لم  تقل إلا إزيك؟؟ ورد أوتوماتيكى منها الحمد لله.. قبل أن أبدأ فى السؤال.

هى.. عيناه تحاولان الهروب فى كل اتجاه.. كنت أتوقع أن  تملأ الابتسامة فمه ويقول.. كل سنة وانتى طيبة.

هو.. أتكلم فى عموميات غريبة.. طبقة الأوزون.. الصراعات الإثنية والعرقية فى مختلف أنحاء العالم.. أعلم انها لا تسمعنى مطلقاً..  4 ساعات على هذا النحو.

هى.. لن أذكره إلا غدًا .. لأنى مللت النسيان والإهمال  وكل شئ.

هو.. كل شئ جيد ألى الآن عداها هى.. ما لهذا اليوم لا يريد أن يعبر كما عبرت مليارات الأيام من أيام آدم إلى الآن.

هى.. على العموم.. فلينتظر من سيتذكر عيد ميلاده.. ولينتظر أى شئ.. أنه عيد ميلادى.. ويجلس بجوارى يحرك فمه.. يضطرب أحيانًا ويضحك  أحيانًا ولا يشعر أن هناك ما ينغض على الحياة.. وأنه لم يتذكر عيد ميلادى.

هو.. الآن تأكدت.. الموضوع الذى كنت أخشاه.. لم يخطر لها  ببال أساسًا.. وهناك مصيبة أفظع.. استر يا رب.. إنها طيبة شديدة الطيبة لكنها عندما تغضب تغضب معها الطبيعة.. الأمطار الرعدية والأعاصير والبراكين.. هل أنا غبى؟؟ ماذافعلت؟؟ هل فعلت ما يضايقها؟؟ استر.

هى.. بدأ يشعر بأن هناك شئ.. لكنه أجبن من أن يواجهنى  به.. بدأ يصمت كثيرًا وينظر للأفق.. لكنى أعلم أنه لن يتذكر.. حتى لو تذكر فأين هديتى حتى لو وردة؟؟ أشعر أنه سيظل هكذا كثيرًا.. سأطلب العودة إلى المنزل.

هو.. عبر اليوم.. لكن ليس بسلام.. لقد انتهى كل شئ بدون أى شجار لكن.. هناك شئ ما تحت السطح.

هى.. أوصلنى إلى المنزل وقال وداعًا بكل بلاهة.. تمنيت أن أمسك رقبته بكلتا يدى.. وأطبق عليها لآخر العمر.

هو.. استمرت فى حالة اللاوعى التى تعيشها.. قلت لها  وداعًا.. هزت رأسها وصعدت إلى المصعد.. ربما تكون مرهقة.

هى.. دخلت إلى حجرتى مسرعة.. لم أبكِ .. لكنى لم أتحرك  لمدة ساعة.. أنظر إلى الأرض تارة وإلى السقف تارة وأمنع العبرات من عينى وأستمر فى  هز رجلى.

هو.. (فى الأوتوبيس).. لا أطيق أحدًا من الجالسين حولى.. أشعر أنى أخرق.. وهذا الرجل البهيم.. الذى يصرخ فى هاتفه المحمول لمدة نصف ساعة  كاملة.. ولا يقول شيئاً.. سوى أيوة يا محيى.. لازم تكتب عقد الشقة بتاريخ  النهاردة.. أيوة 3 أغسطس يا حبيبى.. بس لا زم تكتبه بتاريخ 3 أغسطس.. أقسم بالله  هذه هى المرة الألف التى يقول فيها هذه الكلمات.. أود أن أخطف منه المحمول وأقول  لمحيى هذا والنبى ما تنساش 3 أغسطس.. يا نهار أسود  ومنيل.. يا سنة زرقة.. وقف يا أسطى بسرعة  والنبى.

هى.. بعد فترة الإندهاش.. بدأت فى التعامل مع الحياة  بطبيعية.. لكن ما يجعلنى أتحسر هو كمية المكالمات والناس التى قالت لى كل سنة وانت  طيبة.. وهو عينى فى عينه ولا يتذكر.. سأغلق الموبايل حتى لا يتصل بى أحد الأشخاص  غير المهمين ليقول لى كل سنة وانت طيبة.. ما أن وضعت يدى على الهاتف حتى دق بتلك  النغمة المخصصة له وحده..  فكرت ألا أرد.. وأن أغلق الموبايل.. لكنى أريد أن أعرف.. ماذا لو لا يتذكر حتى الآن؟؟ ويتصل لكى  يقول اى شئ.. ستكون نكسة عاطفية شديدة.. ماذا أفعل؟؟

هو.. لماذا لا ترد؟؟ هل نامت؟؟ يا رب.

هى.. هذه هى المرة الثالثة التى يتصل فيها.. سأرد: آلو.. أيوة.

هو.. أنا تحت...

هى.. ليه إن شاء الله؟؟

هو.. إطلعيلى الأول فى البلكونة؟؟

هى.. وجدته وفى يده بوكيه من.. نوع الورود التى أحبها

ليست هناك تعليقات: