الأحد، 7 ديسمبر 2008

عشر ثوانى كل سبع سنوات


هو .. لم يتخيل أبدا أن هذا اليوم سيأتى..اليوم الذى يقابلها وجهاَ لوجه .. لم يكن يعلم أن الحياة صغيرة إلا بعد ما مضى سبع سنوات .. دائماً أراد بعض المساحة .. حيز فى المسافة بينهما كى يفتعل أنه لم يراها .. ولكن الأسوأ هو أن يراها بجانب كتفه .. كما تعود .

هى .. للمرة الثالثة فى شهر واحد أراه .. أهو برج نحسى هذا الشهر !!.. مرة فى المترو وأخرى فى الشارع .. والآن أمامى فى هذا المكان .. وينظر لى .. لن أكون الأضعف .. سأبتسم .. وأتركه يقرر إن كان سيأتى ليصافحنى .. ويلقى التحية على أطفالى .. يا لحسرته .. ولكن هناك سؤال أريد معرفة إجابته ..

هو .. لقد نظرت لى .. وابتسمت .. هل أذهب أم أكتفى بتبادل الابتسامات ؟ .. أولادها ظرفاء .. لكن بالتأكيد يحملون ملامح غبية .. من أبوهم .. وبالتأكيد منها .. لم يحملوا ملامحى .. للأسف.. ولكن ما هى اسماؤهم ؟.. هل هى نفس الأسماء التى تواعدنا عليها أناوهى منذ زمن.. لقد أخذت خطوة نحوى .. أمرى إلى الله ... سأذهب .

هى .. إنه يتقدم نحوى .. لقد خابت حساباتى .. ظننته سيبكى ويجرى من أمامى .. لقد اصبح رجلا أخيراً .. بعد أن طغت عليه الطفولة سنوات .. لماذا ياتى ليسلم على انا واطفالى بعد ان اقسم لى أنه يكرهنى .. لكن هل تزوج ؟ .. اريد ان أرى أصابعه.. هل من خاتم ؟.. هل أزال أنا مليكة القلب والروح ؟ ..

هو .. إنها تحاول استدعاء الثبات .. سأثبت عيناى فى عيناها .. كى أعرف ما تقول فى داخلها .. أعرف أنى آخر من تريد رؤيته فى هذا العالم .. لكنها الصدف .. لم تكبر .. بل ازدادت جمالا .. وإشراقاً .. وحناناً .. وهذه الكيلوجرامات من اللحم حول خصرها .. أعطتها أنوثة أكثر ..

هى .. لم يتغير .. لا زالت عيناه تلمع .. وضحكته الدائمة .. من الصعب أن يظل كل هذا الوقت من دون زواج أعلم أنه يحب النساء .. والنساء أيضاً يحبونه.. للأسف .. أحس أن شعره بدأ فى الرحيل .. لم أفكر بهذه الطريقة علىَ التوقف!! .. هل أخون زوجى بهذا التفكير

هو .. تقدمت اليها .. (ازيك .. عاملة ايه ؟ ) .. عرفت انها تريد معرفة اذا ما تزوجت أم لا ؟ .. وضعت يدى خلف ظهرى .. لكن ها أنا أقول لها بعينى .. لم أتزوج .. ولن أتزوج .. لكن لا علاقة لك بالأمر ..أنه الوقت .. مجرد وقت مر سريعا دون أن أدرى

هى .. ( الحمد لله .. انت اخبارك ايه ؟؟ ) .. اعرف أنه عرف ما أريد معرفته .. فوضع يده وراء ظهره .. أكرهه .. لأنه يعرف ما اريد ..

هو .. ( الحمد لله ) .. هذا يكفى .. عشر ثوانى كل سبع سنوات .. أمر كاف .. سأرحل ..( مش عايزة حاجة .. سلام .. ) لكن السؤال لا زال فى عقلى .. أداعب ابنها الأكبر فى رأسه .. وتبتسم لى بنتها الصغيرة فى عربتها

هى .. رد مسرعا على كل الأسئلة المتتالية منى ورد بمثلها .. ويده لا زالت وراء ظهره .. وهم بالرحيل .. رحل عنى .. منعت نفسى بكل ما امتلكه من القوة أن أنظر إلى الوراء كما اعتدنا .. لكنى فجأة توقفت على صوته يندهنى .. نظرت له بوجهى فقط دون جسدى .. وجدته يبتسم وظهر لى راحة يده أمام وجهه .. ويحرك أصابعه ..

هو .. لا أدرى لم فعلت هذا ؟! .. دائما أضعف أمامها .. تخور قوايا .. اصبح مثل قطعة لحم جيدة الطهى بين الشوكة والسكين .. من جراح خبير .. لكنها تعلم سؤالى .. انصرفت دون ان تجيب عليه .. لكن كنت اعلم انها ستعود ثانية .. وجدتنى انتظرها .. فلم تفاجأ .. وهمست .. انت عارف اسم الولد والبنت ..

هى .. لعنت نفسى .. لم يتزوج .. لا زلت فى قلبه .. وانا انجبت .. لكن هذه هى الحياة .. وهذا هو القدر .. هل سيتغير شيئا الآن .. .. لا .. ها هو زوجى ..

هو .. بحبك ..

هناك 5 تعليقات:

Unknown يقول...

قصصك لا تحتاج الى تعليق .. لاننا عندما نقرأها نعرف انها حقيقة مائة بالمئة .. فواقعنا خياله خصب للغاية ليأتى بما يتفوق به على خيالنا .. لكن ربما يكمن فى هذا سحره .. ن ما نحبه لانطاله .. انما نروح ونجيئ عليه كل حين نستلذ بعذاب الفرقة وحلاوة اللقاء .. ربما لو طال اللقاء اكثر من 7 ثوانى لمللنا منه ..
برافو نادر .. سبب تميزك انك بتعرف تقرأ احاسيس غامضة وشغف كبير جوانا وتنقله على الورق

سارة الشريف

Nader Essa يقول...

شكرا جداً ليكى يا سارة ولتعليقك السخى .. وأتمنى انك تكونى ضيفة دائمة وزائرة وناقدة فى نفس الوقت ..
شكرا

غير معرف يقول...

Hmmmmmmm well 1st of all congratulations for the blog :D:D:D:D
2nd I have chosen this story to comment on specially because it really touched me 2wii … I’ve always believed that there are some kind of feelings that can never be expressed by words .. today you proved to me that they can :D:D:D & they are expressed in the exact same way they are being felt . I like how u merged what they… think ..feel ..say 2gether in a conversation doesn’t matter whether they expressed it by words or not … they can read each other … she hears what he is thinking of. & vice versa . you know it’s a kind of telepathy :):).
What proved to me that u succeeded in this story is that I just sat for a while after reading it just sitting smiling & crying . I just felt that I was one of them or both :D:D:D & kept thinking when they left each other what each one of them has said to himself . D:D:D I imagined the rest of their day . so I think although they were just 7 seconds but their effect can continue for 7 years :D:D:D.
Sorry begad 3shan tawilt ..nice title begad :):)
Nader I’m really impressed :))…so keep it up:):):)

Nader Essa يقول...

نهى .. مش عارف أقولك إيه ..
كلامك حافز كبير .. أنا شخصيا تأثرت بيه جدا .. لأنى متوقعتش انى ممكن يكون حد بينبسط لما يقرا حاجة انا بكتبها .. والانبساط تعبير سهل .. وعميق
انا مبسوط جدا
اتمنى ان كل الحاجات اللى جاية تعجبك .. واللى فاتت بالتاكيد .. والمشروع الكبير يكمل على خبر ان شاء الله ..
موفقة فى حياتك .. تحياتى يا نهى

JuSt_hUmAn يقول...

حلوة القصة يا نادر، وعجبتني قوي النهاية.
وأنا بقراها افتكرت أغنية للحب والسلام اسمها بعد سنين..
رفعتهالك على الفورشيرد
http://www.4shared.com/file/77323186/50017ec8/__online.html
بالتوفيق