الاثنين، 9 فبراير 2009

الحرب والسلام


هو .. تلاعب بالميدالية الفضية التى تحمل اسمها .. وارخى جفونه .. ليستسلم لصوت الموسيقى المفضلة وهى تتخلخل شعوره لتعلن بداية فصل جديد من فصول الذكرى التى لاتنتهى .. تضربه مثلما يضرب البرق الأشجار ..
هى .. نظرت إلى السماء .. الملبدة بالغيوم .. والمطر الذى يكاد يهطل على الأرض .. ورائحة المطر المميزة التى تسبقه .. وتذكرته لا أدرى لم؟ .. هل لأن الجو يساعد على تذكره أم لأنه كان شتاء قارصا فى حياتى أم أنه قد دخل الى تلافيف كيانها رغما عنى.
هو .. رفع سماعة الهاتف .. وقرر ان يحادثها .. ولم لا ؟؟ .. انتهاء الحب لا يعنى انتهاء الصداقة .. سكت ثانية .. وقال لنفسه ما هذا الجنون الذى أقول ؟ . . ألم أكن أنا من قرر انه لا يريد ان يراها او يسمع صوتها أو حتى يعرفها يوما ؟! .. لكنه الحنين .. والشوق الى شئ بعيد .. يمزقنى .
هى .. حزنت بالفعل بعد انفصالنا .. لكن لم تطل فترة حزنى .. لقد وقفت على ارض ارادتى الصلبة ثانية .. ولكن من يعلم كم كنت اريد ان تسير الحياة كما نتمنى .. لعل الله اراد لكلانا الخير .. اريد التحدث اليه كثيرا عن الفترة الماضية .. أحس أنى كنت اختزن المواقف والمشاكل والمصاعب والأشواق .. حتى ابثها له يوماً من الأيام .. هل سيحدث هذا ؟ .. ولم لا ابثها لغيره .. ولم لا استطيع؟! .
هو .. لن اتصل بها من هاتفى المحمول .. بل ساتصل بها من هاتف العمل .. حتى لا تعرف الرقم .. رفع سماعة التليفون .. ضغط على ازرار الجهاز بعنف وسرعة .. هه لا زلت احفظ رقمها عن ظهر قلب .. رنين .. ترفع سماعة الهاتف .. لكنها لا ترد .. مضت لحظات قصيرة لكنها مرت طويلة جدا .. ابعد رأسه عن سماعة الهاتف .. و فجأة وضع السماعة ثانية ..
هى .. فى خضم تفكيرى .. وسلسلة افكارى عن الماضى .. رن هاتفى المحمول .. نظرت الى الرقم .. لا اعرفه .. ولكن هناك احساس غريب ارفض ان اواجه نفسى به .. لم يرد احد .. لكنى كنت متأكده انه هو ..
هو .. لم افكر فيها ثانية .. ما هذا الحب الارتجاعى .. ما هذا الرجوع الغريب .. بعد كل ما حدث .. وبعد كل ما عانيته وضحيته .. لن ارجع .. انا اضعف واعرف هذا .. لذا ساعود لأدراج عنادى
هى .. السلم افضل كثيرا من الحب .. السلم النفسى فى الوحدة افضل من الحرب النفسية فى الحب ..
هو .. لقد كانت حرب ضروس بينى وبينها انتهت .. بخاسرين وهزيمة نكراء واشلاء ولا غنيمة واحدة سوى الوحدة ولا شئ سواها .. أنزوى على كرسيه الهزاز .. واطفأ الأنوار .... وارخى جفونه ليستسلم لصوت الموسيقى تتخلله .. واشعل سيجاره ليقبع وحده فى الظلام .
هى .. الحرب .. لا تترك فقط مدناً مهدمة .. وحسرة .. وغربة .. لكنها تترك أرشيفاً كبيراً الأمراض النفسية .. والعقد .. التى لا توجد لها مسميات في كتب الطب النفسى .. لكن الوحدة الآن كنز .. وراحة .

ليست هناك تعليقات: