الاثنين، 30 مارس 2009

الساحرة المستديرة ..!



هى .. السبت : السابعة مساءاً .. يبدو غريبا .. كنا قد اتفقنا على الخروج وتمضية السهرة فى مكان هادئ .. لكنى ذهبت للتسوق مع صديقاتى طيلة اليوم وتأخرت على موعدنا .. لذا فأظنه غاضب .. وزعلان .. من هذا السبب .. لكنه يدارى غضبه باللا مبالاة ... فهو لم يعلق ولم يذكر لى أى شئ على الإطلاق .
الثامنة مساءاً .. الحوار بيننا مقطوع وغير موجود .. لذا اقترحت أن نذهب إلى المكان الهادئ الذى قد اتفقنا على الذهاب إليه ونتحدث .. وافق لكنه استمر هادئاً وغائباً عنى تماماً .. تطوعت وسألته هل هناك شئ ما يضايقك ؟ لكنه على العكس أجاب مسرعاً مع ابتسامة صفراء : لا شئ . لكنى صممت على أنه هناك شئ ما وأنى أعرفه أكثر من نفسه وأنى أنا سبب ضيقه هذا .. عاد وأكد أنه لم يحدث شئ على الإطلاق أساسا ليكون غاضباً ولا داعى لقلقى هذا أو على حد تعبيره " هذا الفيلم السينمائى ".
العاشرة والنصف مساءاً .. فى طريق عودتنا للمنزل وفى السيارة نظرت له وأخبرته أنى أحبه .. لكنه بكل بساطة ابتسم واستمر فى قيادة السيارة ممعناً النظر فى الطريق .. محدقاً فى كل شبر فى الشارع وأكمل قيادة السيارة .. ولم يكلف نفسه عناء نظرة ثانية لى .
الحادية عشر مساءاً .. لم أستطع أن أصدق تصرفه .. ولا أعلم لماذا لم يرد على قائلاً : وأنا أيضاً أحبك .. رجعنا للمنزل وأشعر أنى افتقده بشدة ولابد أن أفعل شيئاً لاسترجاعه .. لكنه لا يريد أن يشاركنى أى شئ .. جلس على الأريكة .. استمر فى تغيير محطات التليفزيون دون أن يستقر على شئ .. المسافة بيننا تكبر وهو مستمر فى الغياب .. قررت أن أذهب لأنام .. عشر دقائق وأغلق التليفزيون .. ونام على الأريكة .. ما زلت أحس فيه بالوحدة .. ان عقله وتفكيره وحياته فى مكان آخر وليست معى .
الثانية عشر صباحاً .. نهضت مسرعة من سريرى وقررت أن أذهب وأضع حداً لهذا الموقف بالكامل .. لكنه للأسف ذهب ليلحق بالأرز ساخناً مع الملائكة .. رجعت إلى حجرتى بكيت .. وسقطت نائمة أنا الأخرى .
الأحد .. العاشرة صباحاً .. لا أدرى ماذا أفعل لكنى متأكدة أن عقله ومشاعره وعواطفه وحياته كلها مع انسان آخر .. أو .. أو .. انسانة أخرى .. حياتى الآن كارثة لا قيمة لها .
هو .. الأحد .. العاشرة صباحا .. خسرنا أمس نهائى الكأس فى آخر ثوانى المباراة بضربة جزاء ظالمة .. أين العدل فى هذا العالم !!

الثلاثاء، 10 مارس 2009

رقم على ذاكرة .. هاتف


هو .. بدا هادئاً جدا بعد أن رمى بسجادة الصلاة على الكرسى الوثير وفرغ من أداء صلاته .. نظر الى المنضدة الصغيرة إلى جواره .. حمل صورتهما من على الأرض و وضعها فى مكانها المحبب .. نظر إلى يده .. ولعق أثر الدم بلسانه بعد ان جرحت يده من آثار الزجاج .. زجاج الفازة .. هديتها
هى .. أخذت أضغط على زر المصعد مئات المرات متتالية .. وانا انظر الى آخر الردهة بعينى عله يكون فى أثرى .. فتح باب المصعد .. الجميع ينظر فى بلاهة .. لا يوجد مكان .. أخذت اترنح الى أن وصلت الى السلم وبدأت فى الهبوط .. وصوت أقدامى وكعب حذائى فى الصمت يبعث على الضجر.. وجدت مكان خال بجوار سلم الطوارئ .. جلست على آخر درجة من السلم .. ارتكنت برأسى الى الحائط ..
هو .. لم استطع بعد ما حدث أن اتحدث او ان أفكر جلست على الاريكة .. ويبدو لى أنى قد نمت للحظات قليلة .. أفقت على لا شيئ .. يبدو انى رجعت طفلا .. انام من البكاء .. لم تحترم هى أى شئ ولم تهتم .. فلم اتأثر ..
هى .. نزلت الى الشارع .. وانا الوح لسيارة أجرة .. كنت اسير .. كى ابتعد عنه بالقدر الكافى حتى ان كان عن المبنى الذى يعمل فيه .. كانت خطواتى تائهة كثيراً .. اغلقت الموبايل.. تحسباً لاى مناقشات اخرى .. ضحكت بسخرية فى داخلى اذا كان لم يات ورائى وانا على بعد امتار هل سيتصل ؟؟ .. استحالة .
هو .. اعلم انها اغلقت هاتفها المحمول .. دون حتى أن أجرب الاتصال بها .. لم لا تصبر بعض الشئ .. الوقت .. انه الوقت .. لو كان الوقت رجلا لقتلته ولو كانت النساء رجلا لقتلته .. ولو كان الكون رجلا لقتلته .. اتمنى ان افقد الذاكرة .. ما هذا السوء وما هذ الحياة التى بدون اى شئ حلو ..
هى .. اعتقد انى فى شارع مقفر .. لا توجد عربات حاولت ان اعود ادراجى .. لكنى فاقدة للتركيز .. تهت أكثر .. اه .. فى مثل هذه الشوارع يكثر الكلاب الضالة .. هذا ما ينقصنى الآن .. ؟؟ .. شعرت بالخطر فجأة .. ارتعبت وجدت سيارة عندما نظرت الى الوراء .. اشعل قائدها النور الأمامى .. فبدأت أجرى .. لا أعرف لماذا ؟؟!! .. وضعت حقيبتى على صدرى وبدأت فى العدو .. زمجرت السيارة .. وجاءت امامى وأغلقت على الطريق .. فذهبت الى الجهة المقابلة .. أحاول أخراج الموبايل منها .. لكنه مغلق .. اوووف .. ما هذا ؟! حارة سد .. وقفت والى ظهرى الجدار.. وانا احاول فتح الموبايل .. اضاء نور السيارة على ونزلوا كانوا ثلاثة .. لم يغلقوا باب السيارة .. بأمر من أحدهم .. عشان لسه هندخلها جوه ومش عايزين نتعبها فى فتحه .. بدأت فى محاولة الاتصال به على الهاتف .. لم يرد .. الجرس يرن .. وهم يقتربوا أكثر ... بدأت فى التمثيل .. أيوة الحقنى .. فى ثلاثة عايزين يعتدوا على .. انا بعد الشغل بشارعين .. ابتعدوا عنى .. ودخلوا السيارة وبسرعة هربوا .. جاء صوته بعدها ملولا .. بطيئاً .. بلا اى قيمة .. أيوة .. أيوة .. آلو .. آلو .. ترددت هل أرد .. أم اغلق السماعة .. لم يغلق السماعة كان يريد أن يتحدث .. هل أرد .. قررت الرد .. أيوة أنا هنا ..
هو .. لماذا تتصل بى بدون أن ترد .. يجب أن أكون أكثر طيبة ..
هى .. أيوة .. مفيش حاجة ..
هو .. لماذا تتصل اذا ؟؟ ..
هى .. آه .. كى أقول .. أنى استطيع أن أفعل كل شئ بنفسى ولا أحتاجك فى أى شئ .. صمت
هو .. كما تريدين .. لا أعترض .. لكنى أتمنى أن تهدأى ونعيد التفكير سوياً هى .. أغلقت السماعة .. وأنا أقول أنا قادرة على المحافظة على نفسى .. لكن بدون رقمه على هاتفى كان الموقف سيكون أصعب بكثير .. بالتأكيد

الأحد، 8 مارس 2009

ورقة من دفتر .. فاشل


"فقد علمتنى جميع التجارب أن أبقى بعيداً كى اتمكن من تنفس الهواء كما يفعل البشر، لكن الآن لا يوجد لدى أى من الأسباب كى أستمر فى تلك العملية المسماة التنفس لا أرغب بعد الآن فى الاستمرار أريد أن أموت .. وأين هى ؟ ".

وجدت هذه الكلمات فى ورقة من دفترمتروكه على المنضدة ، وبجوارها بعض الكلمات التى إذا ما جمعتها فى جملة واحدة لن تعطى أى معنى .. آلة الزمن .. يا رب .. اللعنة .. بحبك .. je suis desole.. ما هذا .. متى كتب هذه الجملة ؟ وحولها هذه الكلمات المتقاطعة مع بعضها .. من دون أن تعطى معناً واحداً .. أكيد ليس واحداً من كتب هذه الكلمات .. لكن الخط .. هو نفس الخط .. مهزوز .. ولا يسير على اتجاه واحد ..

دخلا على القاعة أثناء شرودى فى هذه الورقة التى أربكنى ما تحتويه .. ظلا يبحثا حولى  و ورائى .. سألته عما يبحث ؟؟ .. أجباته أنها كانت هنا ؟ .. ولربما سقطت هنا .. سكتت ثانية وقالت .. ما هى تلك التى سقطت ؟؟ .. اجابها دون أن ينظر لها .. ورقة مهمة وكررها أكثر من مرة ..

تنبهت ووضعت الورقة داخل أحد الكتب .. وابتعدت عنهما كى أراهما بوضوح اكثر .. وأراقبهما .. جلس هو بعد أن مل من البحث وعرف أن مصيرها القمامة او مع أى أحد .. جلست هى إلى أمامه على ركبتيها .. قالت له : ريحنى .. ورقة ايه المهمة دى ؟ .. لم ينظر لها وقال : مفيش .. خلاص مفيش .. ارتاحت على مقعد بجواره .. ازاى مفيش وبقالك ساعة بدور عليها .. وانتفضت لما عرفت انها ضاعت .. مش معقولة .. انا مش قادرة استحمل الحاجات الغريبة اللى انت بتعملها اليومين دول ..

قلتلك مفيش .. صرخ فيها ونظر نظرة بها معنى الأسى القاسى .. الذى يضرب قلوب الرجال العائدين من معركة خاسرة حاملين أشلاء أصدقاءهم الأعزاء .. دامت ثوانى الصمت بعدها ثقيلة على كلاهما وأنا أرقبهما .. اقترب منها .. وصارحها : كانوا كلمتين انا كنت كاتبهم بينى وبين نفسى ومش عايز حد يشوفهم .. ولا حد يعرف بيهم حاجة .. نظرت له فى تحدِ ولا أنا ؟ .. رد : ولا أنت .. وقفت أمامه وعقدت ذراعاها على صدرها .. إذن الآن يجب أن أعرف .. قال لها : كان من الممكن ان أقول لك أى شئ آخر غيرحقيقة تلك الورقة .. ردت فى تحدِ أكبر .. إذن فأنت كاذب .. أو خائن .. وقف هو الآخر .. تعلمين جيداً أنى لا أكذب .. بالرغم من كل ما تقوليه عن كذبى .. فأنا لا أكذب .. اقتربت منهما أكثر .. لاحظا اقترابى فابتعدا قليلاً .. قالت له : إذن قل لى ما بتلك الورقة ؟ .. لماذا لا تريدنى قريبة منك .. لماذا تريدنى بعيدة عنك بيننا حائط من الأسرار .. قال : لا أسرار بيننا .. لا أسرار ..

اقتربت انا من ورائهما .. سمعته يحكى لها فى تؤده كمن يختار كل حرف .. وينتقيه كى يعرف إلى أين يذهب تماماً .. " لقد تعبت .. تعبت حبيبتى .. لا أستطيع أن أكون فارسك .. حتى ذهب عنى هذا الاحساس وأخذ معه كل ما أملك من طموحات واحلام لى معك .. كنت أفضفض على الورق ..  لا أعرف ولا أحفظ ما كتبت لكنى اتذكر .. أنى كتبت .. الموت "

جزعت .. ووضعت يدها على فمها الذى فتحته مع آهه خرجت من صدرها .. لماذا ؟ .. لمعت عينيه بالدمع .. وقال لا أعرف لكنى احسست بها كتبتها .. أردت بشدة من داخلى أن يتذكر الخمس كلمات الأهم لى .. هل أدخل فأعطيه الورقة .. فتقرأها .. فيفسر .. أم أنتظر ..

ظلا صامتين .. تسأله بين الحين والآخر .. هل أنا أخطأت فى اى شئ ؟ صارحنى ؟ .. يجاوبها بكل ثقة بعد أن يقسم .. لا .. لا .. أنت لا ذنب لكى .. طال انتظارى .. فقمت من مكانى .. خطوت نحوهما .. أمسكت الورقة .. وسألته .. حضرتك كنت بتدور على ورقة ضايعة ؟؟ .. أجابنى نعم .. وضعتها امام وجهها .. فألتقطتها من يدى .. عدت لمكانى لأشاهد باقى فصول المسرحية .. أخذت تقرأ الكلمات فى تمهل .. لم تعر الجملة أى اهتمام .. وانتبهت للكلمات المتفرقة بحس الأنثى مثلى التى تعلم أين يكمن الخطر ؟ .. فكل تلك الكلمات لا معنى لها .. حتى الدعاء .. دعاء خاوِ .. اتكالى .. لا رغبة فيه .. فمستحيل أن تاتى كلمة يا رب تلحقها اللعنة .. والأعجب أن تكون بعدهما بحبك .. وفى البداية آلة الزمن .. لقد كانت جملة لكنها بترت وخرجت منه فى شكل تهتهة طفولية .. اتوقع ان يفسر جهاز فك الشفرات لديها تلك الكلمات وتمزق الورقة وتلقى بها فى وجهه .. لكنها للأسف سألته فى بلاهة .. ماذا تقصد بتلك الكلمات .. حاول أن يهرب .. واجاب : مجرد  مشاعر .. قالت : لا أقصد الجملة.. فالجملة نكتبها جميعاً .. .. لكن ما تلك الكلمات الغريبة .. لم يحاول هذه المرة المقاومة فقد تغيرت الملامح المتسائلة .. إلى غاضبة مستنكرة آنفة .. قال لها : دعينا بالأول نرتبهم .. قالت : الأولى .. رد : يا رب .. سألته : وبماذا دعوت الله ؟ رد ..أن نكون سوياً .. نظرت له فى غرابة .. وقالت : والثانية ؟ .. رد آلة الزمن .. وجدت أن الحل الوحيد لنكون معاً هو وجود آلة للزمن تأخذنا معاً لأى زمن آخر كى نعيش به .. أنا وأنت فقط .. ما لبثت ان تسأله عن الكلمة الثالثة .. حتى قال .. دعينى أكمل .. فقلت لنفسى اللعنة إذا كان هذا هو الحل الوحيد وهو مستحيل .. لكنى أحبك .. وهى الكلمة الرابعة .. الطريق مسدود .. أشارت له بالتوقف .. أما الخامسة .. أشارت له بالتوقف بحسم أكثر .. قاطعته .. أنا التى أعتذر .. أنا التى تتأسف .. أنا آسفة .. كتبها بالفرنسية لأنه يرفض المواجهة .. أبعد طريق يمكن أن يرى منه الحقيقة .. أخذتها فى يدى ورحلنا .. بكت .. قلت لها : لا يستحق .. حركت رأسها إيجاباً وقالت : أعلم ..