الأربعاء، 28 يناير 2009

لماذا أنا زملكاوى ؟


إذا سألت أحد عن انتماؤه الكروى وقال لك أنه لا يشجع كرة القدم .. فهو زملكاوى .. أو إذا قال لك أنه لا يعتقد إلا في الكرة العالمية فهو زملكاوى .. أما إذا قال لك أنه يشجع المنتخب الوطنى .. برده زملكاوى . وانا لا أفهم لما يتستر مشجعى نادى الزمالك ولا يعلنون انتماءهم .. إذن فمتى سيجهرون بالدعوة ؟ .. وهم الأحق بها .. لأن الزمالك يملك ما لا يملكه غيره فعلى سبيل المثال لا الحصر طبعا .. فالحصر يحتاج مجهود سنين من التمحيص والتفحيص يقوم عليه علماء وباحثون وخبراء من أوكرانيا أو لاتفيا ، فنادى الزمالك دائماً كان إعجازاً غريباً .. ولغزاً من مئات الصفحات لعشاقه .. وتجده هو النادى الوحيد الذى يؤمن بالعلم وبقواعده ويحاول أن يرسيها في كل مبارياته .. فالنظرية النسبية لاينشتاين هى أحد أهم ركائز الفريق فأنت لا تعلم من سيفوز ؟ .. بل ومن سيلعب ؟ .. كل شئ نسبى وقابل للتغير .. أما بالنسبة للفلسفة .. فهم يستحقون بالفعل نوبل في الفلسفة برغم عدم وجودها إلا أنه يجب على المجلس القومى للرياضة مناشدة الأكاديمية العلمية السويدية وضعها لعام واحد لصالح نادى الزمالك  لم ؟ لأن مبدأ الشك قائم في كل شئ .. والحقيقة نسبية ولا توجد أشياء مطلقة على علاتها .. بل يجب أن نكسر كل القواعد والتابوهات التى وضعتها الأجيال التى قبلنا .. فلماذا لا يخرج الزمالك على يد نادى درجة ثالثة من بطولة كأس مصر ؟ .. ولماذا يربح بطولة الدورى ؟ .. أما عن حرية التعبير وحقوق الانسان في نادى الزمالك فحدث ولا حرج .. فهو النادى الوحيد الذى يؤمن بأحقية أى فريق في الثلاث نقاط في المباراة .. سواء كان الفريق هو الأهلى أم الأوليمبى .. قوياً كان أم ضعيفا .. يلعب بكامل خطوطه أم لا ؟ .. أياً كان لون هذا الفريق أو جنسه أو عرقه أو دينه ،  ومن حق أى لاعب أن يقول رأيه في المدرب حتى لو كان أثناء سير المباراة ولا أدل على هذا من شيكابالا عندما صاح في وجه المدرب " لو مش عاجبك خرجنى " حرية التعبير مبدأ لا يمكن أن نتغاضى عنه مهما لمعت الكؤوس ومهما تعالى صياح الجماهير الغوغائية قليلة الفهم .

أما عن الوطنية وتشجيع الفرد الوطنى والثقة في امكاناته .. فالزمالك يعمل على هذا الشعار بشعار آخر هو " دعه يعمل دعه يمر " .. فكم مدرب أجنبى درب الفريق في السنوات الأخير .. شخصياً لا أتذكر .. ممكن أربعة أو خمسة .. شئ من هذا القبيل .. لكن كان دائماً الفشل هو ما يحيط بهم .. فأسطورة المدرب الأجنبى الفذ تتحطم على صخرة ميت عقبة .. ولكنى اعتقد أيضاً أن أسطورة المدرب المصرى أيضاً تحطمت قبلها .. إذن ما علينا .. هذا يؤدى بنا إلى نتيجة أفضل بكل تأكيد وهى أن الزمالك أثبت أن المدرب شئ هامشى جداً في الفريق ولا يتعدى تأثيره تأثير حمدى بلالا على علب السجائر ..

أما الجماهير فهى المعجزة الفريدة والقطعة الأصلية – ماستر بيس – في كل هذا المستنقع فيكفى أن تقال كلمة – عودة الروح – أكيد ليست لتوفيق الحكيم لكن لمدحت شلبى حتى تجدهم يأتون من كل حدب وصوب يهتفون باسم الزمالك .. ولاعبيه واحد تلو الآخر .. ليكون في المباراة التى تليها مباشرة فقط ب 72 ساعة – طلوع الروح – وهزيمة أنيقة أخرى لفريق الزمالك .. ويكفى أن الفريق في مباراتين متتاليتين في بطولة أبطال العرب وأبطال إفريقيا لقى هزيمتين من الفيصلى الأردنى والهلال السودانى في ستاد القاهرة ومع امتلاء مدرجاته بكل ما هو أبيض .. أما - المصالحة – بين الزمالك وجماهيره فهى تذكرنى دائماً بالصراع العربى الإسرائيلى .. فمتى تنتهى المصالحة بين الزمالك والجماهير تبدأ مصالحة أخرى بين أفراد الجهاز الفنى واللاعبين .. تنتهى بهزيمة أخرى غاية في الرومانسية والدراما .. لتفقد المصالحة كل معانيها ونعود إلى نقطة الصفر .. في ميت عقبة أو أوسلو أو مدريد أو واى بلانتيشن .

أما مبدأ تداول السلطات فهو سياسة لا أنكرها في الزمالك لأن الجميع يؤمن بها  فكم رئيس لنادى الزمالك في السنوات الأخيرة .. لا أعلم .. لكن كل هذا أيضاً من وسائل ممارسة الديمقراطية .. فالرئيس يمشى وييجى غيره في ثانية .. أما الانتخابات فلا أمل فيها ما دامت تزور .